أنت هنا

مدينة صيدا

التبويبات الأساسية

عبد الله حسن عطوي

 

الجامعة

اللبـنـانيـة

اختصاص

جغرافيـة

الشهادة

السنة

الصفحات

د.د.

1989

638

 

 

 

أبعاد البحث وأهميته والجوانب الجديدة فيه

لما كانت مدينه صيدا العاصمة الإدارية لجنوب لبنان والاقتصادية والخدماتية لإقليم واسع قد نمت عمرانيا وسكانيا وبشكل ملحوظ خلال فترة قصيرة من الزمن امتدت من النصف الثاني للقرن العشرين . وحيث أن فترة النمو هذه وما صاحبها من متغيرات اقتصادية واجتماعية برزت بشكل مميز في السنوات الأربع عشرة الأخيرة ، وهي سنوات متزامنة مع الحرب الأهلية من جهة واحتلال إسرائيلي لها لبضعة سنوات من جهة أخرى، وما أفرزته هذه الحرب وتلك الاحتلالات جعل من موضوع دراستنا لهذه المدينة في هذه الفترة بالذات موضوعا ذو وأهميه خاصة سواء على صعيد ما استجد عليها أو ما بدأت تشكو منه . وبما أن موضوع البحث هذا جاء بعد هذه الهيكلية المستجدة التي شهدتها كافة مدننا وقرانا ونحن أحوج ما نكون لإعادة تقييمها وبنائها على أسس صلبة ومتينة، فان بحثنا هذا يمكن اعتباره مطروقا فقط من زاوية اعتماده المرجعية حيثما تدعو الحاجة ، وجديدا من زواياه الأخرى، من هنا تبرز أهمية اختياره .

والجوانب الجديدة في البحث عديدة ومتنوعة، فمن مدينة قديمة تشهد زحفا صناعيا وتجاريا وتنوع في السكان مع ما يصاحب ذلك من تبدل في مستوى المعيشة وتدهور للبيئة المحلية، إلى مدينة حديثة وسط السهل حيث تتعدد الوظائف المدينية وتتنوع طرق استثمار الأرض، إلى مدينة اكثر حداثة واكثر تركزا للسكن والسكان تلك المشرفة على السهل من على حفنة من التلال تمتد من الشمال إلى الجنوب عبر كل من البرامية والهلالية وعبرا الجديدة والحارة .

ويظهر هذا الامتداد أو التوسع المديني مورفولوجية متحركة، وأنواع متعددة م الخطط . فبينما تتكدس الأبنية القديمة والمساجد والكنائس وتضيق الطرقات بحيث يصعب التحرك فيها وتختفي المساحات الفضاء في النواة القديمة حيث صيدا القديمة . تظهر الأبنية الحديثة ذات الطبقات العالية والشوارع الفسيحة ذات الأرصفة المشجرة والمضاءة خارج النواة .

ومما يسترعي الانتباه تلك النقلة النوعية التي شهدتها صيدا في العصر الحديث من تنوع في الوظائف . فمن مركز إداري إلى مركز تجاري وصناعي ومصرفي (لاسيما بعد أحداث بيروت ) إلى مركز صحي وتعليمي (لاسيما بعد افتتاح فروع لمعاهد وجامعات فيها).

ومع هذا النمو السريع للسكان ظهر عدم التجانس في المنشأ، من خلال بروز المدينة كقطب جاذب . فارتفعت نسبة الوافدين إليها من لبنانيين أجانب . وهذا النمو السريع أدى إلى ظهور نوع من تخصص المناطق فبرزت مناطق خاصة بالتجارة والصناعة وأخرى بالسكن . وككل مدينة برزت مشاكل النمو السريع فكان لا بد من معالجتها ووضع حلول لها .